كلمة الإبداع أنضج ما كتب
هكذا حدثني هذا الطود الشعري الكبير سليمان العيسى عندما زف إلي بيده ديوانه هذا إلى نزلي بفندق الأوراس في عاصمة الجزائر ومعه حرمه السيدة الفاضلة الدكتورة ملكة الأبيض.
لقد حملاه منضدا كالدر مزفوفا بآمال نشره وعلى وجهيهما كلالة الإعياء وهالات السهر من عناء المراجعة والتدقيق والتصحيح.
حاولت التطواف بنظرات عابرات بين دوائر حروفه الضوئية على شاشة المحمول فرأيت شاعره قد شحنه بطاقات مضيئات من سنا قلبه وتدفقات وجدانه غمر المكان، والزمان، والوجدان.
لقد رأيته حاملا هموم إخراج هذا الكتاب إلى النور لينضم إلى قافلة إبداعاته الكبيرة والكثيرة المطبوعة والمتداولة فسليمان العيسى علم أكبر من أن يعرف، أو ينقد، أو يتناول بالعرض والتحليل، وأما سيرة حياته ومدوناته وما قدم للأدب العربي فهي في ختام هذا الديوان.
سليمان العيسى شامي الديار والمنبت، يماني الهوى والجوار، نعمت به صنعاء رائدا من جيل الرواد الأعلام في تاريخ الأدب العربي الحديث والمعاصر، وهو غير آبه ولا مستكين لسياط الثمانينيات من عمره المبارك، تتصاعد في أنفاسه زفرات الشوق، ونسمات الأمل لطباعة دواوينه الكثيرة التي لم تنشر بعد.
لقد كان لمؤسسة الإبداع للثقافة والآداب والفنون بصنعاء شرف احتضان هذه اللوحات الرائعات من ريشة هذا الفنان المبدع .
ولا أخفي أنني غالبت الدمع تصبرا عندما رأيت قصيدته في هذا الكتاب:
إني امتشقت دمي طفلا

أنا الثمالة شديني إلى جسدي ________________________ إني امتشقت دمي طفلا لأكتبه ________________________ يا قصة العمر لو لم تذهبي بددا ________________________

يا آخر النبضات الخضر في كِبدي ________________________ قصيدة سقطت عطشى ولم تَرِدِ ________________________ ما اختار غير الحريق المشتهى بددي ________________________

له كل الحب والمودة والتقدير وطول العمر في صحة وعافية.